المقدمة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فإنه من دواعي السرور في نفسي وضع ترجمة مختصرة لبعضٍ ممن ساهموا في حفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من المحدِّثين المنسوبين إلى حضرموت، ولم أقصد من عملي هذا الاستقصاء، وإنما أثبتُّ هنا ترجمة من وقفت على ترجمته في المصادر التي اطلعت عليها، وانتهجت لتحقيق هذا المقصد ما يأتي: أولاً: وضع تمهيد موجز حول أهمية علم التراجم وفوائد دراسته. ثانياً: تقسيم الرواة المترجم لهم على مباحث أربعة: فجعلت المبحث الأول لتراجم الحضارمة من الصحابة ومن عد منهم. وجعلت المبحث الثاني لتراجم الثقات الذين وثقهم أئمة الجرح والتعديل من المحققين، وقد ذكرت فيهم كذلك من وثقه ابن حبان في كتابه الثقات وإن كان معروفاً بالتساهل في التوثيق، وهذا على سبيل النقل لا الاعتماد. والمبحث الثالث خصصته للحديث عن تراجم الضعفاء والمتروكين والمجهولين. وختمتها في المبحث الرابع بالحديث عن تراجم من لم يذكر بجرح ولا تعديل. ثالثاً: تم ترتيب أسماء الرواة المترجم لهم في كل مبحث ترتيباً هجائياً مبتدئاً بالألف ومنتهياً بالياء من حروف الهجاء العربي مع عدم الأخذ بأل التعريف. رابعاً: اكتفيت بنقل كلام العلماء فيهم دون تعليق أو تعقيب إلا ما ندر، وإن كنت أختصر في بعض المواضع خشية الإطالة. خامساً: عزوت كل قول إلى مصدره الذي استقيته منه، وإن كان في المصدر رقم للترجمة أثبته وإلا اكتفيت برقم الجزء إن وجد والصفحة، كما ذكرت البيانات الخاصة بالمصادر في صفحة المراجع في آخر هذه النبذة. وأنبه في ختام هذه المقدمة إلى أن هذا العمل يعد محاولة أولية أحث من خلالها الباحثين من المتخصصين في تراجم الرجال إلى البحث والتنقيب عن تراجم المحدثين المنسوبين إلى حضرموت في مظانها الحديثية أو غيرها مما حوى تلكم التراجم على غير تخصص بها، وكما يقال وفي الزوايا خبايا، ولكن لا يقف عليها إلا من عرف بالتنقيب والتنقيش. سائلاً الله عز وجل أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين. أبو أسامة محمد بن سالم بن علي جابر