يُعَدُّ كِتَابُ "مُلَخَّصِ اَلْفِطَنِ وَالْأَلْبَابِ وَمِصْبَاحِ اَلْهُدَى لِلْكُّتَابِ"، لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيّ اَلشَّرِيفِ اَلْحُسَيْنِيّ حَلْقَةً فِي سِلْسِلَةِ هَذِهِ اَلْكُتُبِ اَلَّتِي تُعْتَبَرُ فِي جَانِبٍ مِنْ وَظِيفَتِهَا لِتَكُونِ دَلِيلًا لِمُوَظَّفِي اَلدَّوْلَةِ اَلرَّسُولِيَّةِ. إِنَّ أَهَمِّيَّةَ هَذَا اَلْكِتَابِ تَكْمُنُ فِي أَنَّهُ "وَثِيقَةٌ" تَارِيخِيَّةٌ فِي اَلتَّارِيخِ اَلِاقْتِصَادِيِّ وَالْإِدَارِيِّ لِلْيَمَنِ فِي وَقْتِهَا؛ فَهُوَ لَمْ يُكْتَبْ لِلتَّارِيخِ، وَإِنَّمَا كُتِبَ لِيَكُونَ دَلِيلًا عَمَلِيًّا لِمُوَظَّفِي اَلدَّوْلَةِ فِي عَهْدِ اَلسُّلْطَانِ اَلنَّاصِرِ أَحْمَدَ، وَسَبَقَ لِمُؤَلِّفِهِ أَنْ خَدَمَ فِي عَهْدِ اَلسُّلْطَانِ اَلسَّابِقِ اَلسُّلْطَانِ اَلْأَشْرَفِ فِي اَلْإِدَارَةِ اَلْمَالِيَّةِ، وَكَتَبَ دَلِيلاً لِمُوَظَّفِي سُلْطَتِهِ سَمَّاهُ "اَلدِّيوَانَ اَلْجَامِعَ اَلْيَسِيرَ فِي مَعْرِفَةِ اَلتَّغْلِيلِ وَالتَّسْعِيرِ"، لِذَا فَهُوَ جَمَعَ بَيْنَ اَلْخِبْرَةِ اَلْعَمَلِيَّةِ وَالْمَعْرِفِيَّةِ فِي هَذَا اَلْمَجَالِ، وَكَتَبَ كِتَابَهُ بِلُغَةٍ مُبَاشِرَةٍ، وَمُبَسَّطَةٍ، تَتَنَاسَبُ مَعَ فَهْمِ اَلْمُوَظَّفِينَ مُتَفَاوِتِي اَلثَّقَافَةِ وَالْمَعْرِفَةِ.